أعمال المكاتب في العموم هي تنسيقية وتوثيقية. وتختلف المكاتب عن المعاهد في أن المكاتب هي المنافذ التي تظهر عبرها مخرجات المركز الأساسية (ومعظمها هي مخرجات المعاهد). إذا شبّهنا المركز بالماكينة، وقلنا إن المعاهد هي المحرّك والتروس، فإن المكاتب هي الأذرع والإطارات والأنوار ولوحة التحكم، أي هي الوحدات التي يظهر عبرها عمل المركز وإنجازاته.

يؤم المكاتب الكادر البحثي نفسه (باحثين وتقنيين/فنيين)، مع كادر إداري مساند، ويتم ترشيح الكادر المشتغل في تلك المكاتب وتدويره من المعاهد (والإدارات)، بالاشتراك بين الإدارة العامة والمعاهد. وفي العادة – مع بعض الاستثناءات – يكون أي كادر بحثي يعمل أو تعمل في أحد المكاتب موجود جزئيا في المعهد وجزئيا في المكتب، حسب الحاجة وطبيعة المهام، بهيكلة وظيفية تسمّى “هيكل المصفوفة” (matrix structure) – والذي نتناوله لاحقا. للمكاتب استقلالية عن المعاهد، وتنسيق معها بنفس استقلالية المعاهد، مع الربط بينها عبر هيكل المصفوفة، وتقوم الإدارة العامة بتنسيق هذه العلاقة كما لكل مكتب ومعهد تعامل مباشر مع الإدارة العامة ونفاذ مباشر (direct access) لها، حسب الحاجة ومتطلبات العمل.